كم انا ساذج , احياناً اكره تلك الحدود المقيدة لتفكريي , اندمج في محاولة فك لغز ما فلا أراي غيره , حتي انني لا أراه بوضوح ولا انصاف , لست حيادي لي عيناً كعين السمكة تري ما بمقربة منها ضخماً واضحاً جلياً لكنها لا تري غير ذلك ولا تهتم ﻷن تري . ارهق نفسي بالتفكير في محاولة أيجاد الأجابة النموذجية و الخيار الأمثل و اغفل انني قد اعترفت ببحثي هذا بوجودهم . هل حقاً توجد اجابة نموذجية لسؤال ما ؟

رمادي

في تلك اللحظة , كنت قادر علي التنبؤ بتلك الكلمات القادمة , ربما تكون هذه مبالغة و لكني كنت قادر علي سماع كل لفظ قادم قبل أن ينطق , و لو صمت ذلك الصوت لأكملت ما صمت عنه دون تردد , أصبحت تلك الأسئلة التعجبية التي تنتظر الإجابة تشعرني بحرقة ما , أصحبت غير قادر علي التمييز بين الأبيض و الأسود , أصبح العالم كله رمادي , بل ملايين الدرجات من الرمادي , اختفت نقطة الأصل التي كانت جميع النقاط تأخذ موضعها نسبة إليها .
هل حقاً تريد سماع الحقيقية حيال تلك الأسئلة ؟ أم تريد سماع ما تريد سماعه ؟ أم تريد سماع ذلك الجزء المشترك بينهما و لا شئ غير هذا الجزء !
لا لست تائه فأنا لم اعرف يوما معني الوطن , أنا في هذا القارب المتراقص منذ أن وجدت و إلي الأبد , نعم تصيبه الأضرار لكن لا بئس سأنتزع لوح خشبي من موضع ما لأرمم آخر , أتمني لو كنت قادر علي استخدام ذلك المجداف بحكمة لكن أنا لا اعلم الطريق , لذا آمل أن تكون الأمواج علي معرفة به .

Strong Independent Billiard ball

لا , ليس لدي ادني فكري لماذا , ولكني لطالما جاهداً حاولت خلق نموذج ذهني أجسد فيه العلاقات الانسانية , إنها حقاً معقدة للغاية .

الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا , هل نحن حقاً مستقلين ؟ هل تنبع قرارتنا من بيئة منعزلة عن مجريات الاحداث و ضوضاء الحياة ؟ 

الحقيقة اننا نميل إلي تصور انفسنا ك Admins , يسيطرون سيطرة تامة علي قرارتهم , نميل لتصور انفسنا مستقلين , نمسك بعجلة القيادة بأيدي ثابتة و نقرر اي طريق نسلك  تبعاً لمعتقادتنا , بأردتنا و لا شئ غير أدردتنا . 

و لكن هل نحن حقاً كذلك ؟ ام اننا اقرب لكرات صغيرة علي طاولة بلياردو ضخمة مليئة بالتضاريس , و تَجول بها ملايين الكرات الاخري , تلك الكرات قد تكون أحداث أو صراعات أو مشاكل أو حتي اشخاص اخرين , تتحرك بسرعة دون اتباع اي قانون من قوانين الديناميكا او قوانين بقاء الطاقة , قد تصدم كرة بطيئة اخري فتزداد سرعة كليهما و قد يحدث العكس تماماً , كل السيناريوهات ممكنة في هذا العالم . نود ان نعتقد اننا نسير تبعاً لخطة و لكن ربما تلك الخطة تطورت بعدما كنا بالفعل قد صدمنا لنسير بأتجاه معين  و لا يمنع ان تُعدل قليلاً مع صدمة اخري و هكذا .

و لكننا نشارك في هذا الإيقاع ايضاً و لسنا مجرد مجموعة من ردود الأفعال , فنحن نصدم اشخاص اخرين اثناء مسيرتنا ,

 ربما لم نختر ذلك و لكن ذلك لا يعني انها كانت مجرد صدفة عابرة , مجرد تصادم عشوائي في بحر من التصادمات العشوائية , فكل صدمة هي لسبب معين , ربما كانت دفعة في اتجاه ما , او تحويل مسار عن اخر , ندبة تبقي شاهد علي خطأ اقترفناه او ذكري تبقي في ارشيف خبراتنا و لكنها حتماً ليست صدفة .

credits 

Inspired by Yara Yehia unpublished notes .

النهايات السعيدة

أحيانا أتسائل أذا كان إيماني بوجوب حدوث طفرة في مجري الأحداث نابع من سذاجتي و ميل النفس البشرية للأيمان بالمعجزات, كالمشي بخطي ثابتة نحو الحافة و انتظار ذلك الحدث المفاجئ الذي سيظهر علي المسرح في الوقت الحاسم و ينهي الصراع . هل أؤمن بالنهايات السعيدة ؟ أليست النهايات السعيدة سذاجة هي الأخرى ؟ هل ينتهي الصراع حقاً ؟ أم انه يستبدل بأشد منه ليواكب تطور مناعتنا ؟ أليست النهايات وهم نختلقه نابع من رغبتنا في وجوده ؟ نقرر عندها أن يتوقف الزمان و آلمعاناة و الآلم و يصبح بعدها العالم خالي من كل ما هو سيئ, بل من كل شئ جيد أيضاً, نفقد التذوق.
يصبح كل شئ وردياً فيصبح لا شئ وردياً .هل هذه فعلاً نهاية سعيدة ؟ أم أنها نهاية السعادة ؟

How to NEVER lose a debate [ 2 ]

الجدل البيزانطي 

الجدل البيزانطي هو منهج لنقاش لا جدوي منه , بيكون فيه الطرفيين مؤمنين إيمان لا يقبل الخطأ بمعتقد ما , فكل طرف بيكون رأيه هو الصح المطلق و النقاش هو لهدف اقناع الطرف التاني بالعدول عن الباطل و العودة إلي الطريق المنير و التنازل عن رأيه.

كان عندي فضول اعرف الاسم ده جه منين و ده خلاني أدور عن قصة الأسم.

 الأمبراطورية البيزانطية كانت واحدة من اقوي الأمبراطوريات الرومانية, حكمها استمر زيادة عن الألف سنة, في اغلب الشريط الزمني لوجودها كانت واحدة من أقوى القوى الاقتصادية والثقافية والعسكرية في أوروبا, لغاية دلوقتي أرثها المعماري مازال قائم دليل علي التقدم الهندسي اللي شهدته الامبراطورية, في القرن الخامس عشر كانت الجيوش العثمانية بقيادة السلطان العثماني محمد الثاني -او زي ما هو معروف يومنا هذا بمحمد الفاتح - تفرض الحصار علي بيزنطة (القسطنطينية), و في الوقت اللي كان مصير الأمبراطورية بأكملها علي الحافة, كان مجلس شيوخ الأمبراطوية بيتجادل في قضايا فقهية و دينية زي جنس الملائكة هل هم ذكور ام إناث, و حجم إبليس هل هو كبير بحيث لا يسعه أي مكان، أم صغير بحيث يمكنه العبور من ثقب إبرة.

و كان هذا الجدال محتدم في مجلس الشيوخ حول مواضيع من هذا القبيل بينما كانت المعارك متأججة في شوارع بيزنطة بعد ما نجح جنود محمد الثاني في اقتحام أسوارها، وأخيرًا استطاع العثمانيون احتلال المدينة، وقضى الإمبراطور نحبه على أسوارها، ولقب السلطان العثماني بالفاتح.

أنا شخصيا شايف ان مجتمعنا غارق في النقاش البيزانطي, مش محتاج اكتر من اني افتح اي برنامج Talk Show عشان استنتج ان احترام رأي الأخر و الإيمان بأن رأيي هو مجرد وجهة نظر و ليس بالضرورة ان تكون الصواب , هي مجرد شعارات لا تسكن إلا الافواه

The way out!

اخر مرة ناقشت فيها ظاهرة ال Overthinking خرجت كل اللي في دماغي و لكني وقفت عاجز عن الرد علي اهم سؤال طرحته علي نفسي و هو ازاي تبطل تفكير 

اقدر اقول اني بدأت أوصل لأجابة مرضية لفضولي, بس قبل ما اروح مباشرة لسرد شخبطة دماغي عن السؤال ده خليني الأول اجاوب علي سؤال منطقي جداً من ناحية الترتيب الزمني.

امتي المفروض ابطل تفكير في موضوع معين ؟

و هنا اقدر اقول لو التفكير ذات نفسه كان عائق او كان بلا جدوي او كان ذو جدوي في ذاته لكن من المنظور العام كان سلبي, بمعني انك ممكن تكون بتفاضل مبين خيارين A , B و بعد وقت من التفكير تتوصل ان A هو ذو افضلية علي B, لكن لو بصيت علي الموضوع ككل من فوق هتلاقي ان الوقت و المجهود العقلي اللي استثمرته في التفكير و دراسة المسارين لو كنت استثمرته في احد الخيارين من البداية كان زمانك احرزت تقدم لا بأس به في أياً منهم, و لو رمزنا للموقت و المجهود المبذول ب E 

فهنا A + E > B , B + E < A 

 فهنا انت حطيت نفسك في موقف صعب حيث أياً كان الخيار السهل فهو مضاف عليه E بقي الصعب

So... long story short.

اقدر اقول انك المفروض تتجنب او تبطل تفكير و مفاضلة في المسارات المختلفة

لما A - B | < E |

اما بالنسبة للسؤال المعلق ازاي تبطل Overthinking ؟! 

فأقدر اقول ان محاولة انك تبطل التفكير في حاجة مش هتؤدي إلا لزيادة الطين بلة, و اظن ده وضح في اللعبة اللي استخدمتها مع طرح السؤال في البداية , فأول محاولة لعدم التفكير ما كانت ألا Triggering للتفكير.

و أنا شايف الحالة دي مشابهة جداً لمحاولة التخلص من العادات السيئة فأسهل طريقة عشان تتخلص من عادة معينة هيا انك تستبدلها بعادة تانية. 

و كذلك مع التفكير, فأنت لازم تفكر في حاجة  في سبيل انك تطرد اي افكار سلبية من دماغك, لازم تقرر انت عايز تفكر في ايه, و متبقاش driven بفضول عقلك في الدخول في المتاهة دي! هل انت هتوصل لأي حاجة من التفكير ده ؟, أو هل الدوامات الفكرية دي رمتك علي اي بر قبل كده ؟

"our main business is not to see what lies dimly at a distance, but to do what lies clearly at hand"

Thomas Carlyle

How to NEVER lose a debate [ 1 ]

في اساليب كتير تقدر تستخدمها عشان تتلافي انك تخسر اي حوار او مناقشة تدخل فيها , بالبحث و الملاحظة بدأت اكون صورة عن بعض الاسترتيجيات المستخدمة بشكل واسع و اللي بأتباع بعض تعليمات بسيطة تقدر تضمن انك متخسرش اي حوار بغض النظر عن صواب رائيك من خطئه او قدر معرفتك لموضوع النقاش, فقررت اني اعمل السلسلة دي و احاول اجمع الاساليب دي بشكل سلس و واضح.

مبارزات الدومينوز الفكري 

و الاسلوب ده مستوحي من لعبة الدومينوز و هو واحد من أكتر الاساليب انتشاراً و اسهلها تطبيقاً
الاسلوب ده بيتمثل في تجنب المحاور تحديد وجه او جانب واحد يدور حوله النقاش و لكن بيعتمد المحاور علي نوع ملتوي من اساليب الكر و الفر بين النقاط المختلفة او حتي إلي ابعد من ذلك بين المواضيع المختلفة بحيث يتجنب المحاور ان يُحصر النقاش في نقطة بعينها.

و خليني اقول مثال كتوضيح للأسلوب ده
فلنفرض اننا بنتناقش عن البيبسي هل هي مشروب صحي ولا لأ ؟, و انت في الموقف انك بتدافع عن البيبسي, و الشخص اللي بيحاورك بدأ يتغلب عليك في النقطة دي لأن كلامه مدعوم بأدلة و أبحاث بتثبت ان كثرة شرب البيبسي ليه تأثير سلبي علي اياً يكن, 

هنا بيكون وقت مثالي انك تستخدم في الاستراتيجية دي فهنا انت كل اللي هتعمله انك هتغير الجانب اللي انتوا بتتناقشوا فيه, فهتتكلم هل هيا رخيصة ولا لأ ؟, و تبدأ تلعب علي الناحية دي شوية فلو لقيت المحاور بدأ يحرز تقدم في الجانب ده و انت مش قادر تفرض رأيك,تغير اللعب تاني و تلعب علي أي جانب مختلف, و كذلك كل ما تحس انك مش قادر تفرض رأيك في الجبهة دي غير عادي, و اقعد بدل في النواحي اللي بتلعب فيها كده زي ما تحب, حتي لو جانب خسرت فيه قبل كده مثلا الجانب الصحي في المثال المذكور ممكن تتزنق مش لاقي جانب تجادل فيه, اشطة عادي ارجع الجانب ده قله مثلا " ما هي بترطب الجسم و بتحميه من الجفاف ! مش دي حاجة صحية؟! " و كذلك استمر في بناء ما هُدم و هَدم ما بُني

انت كده بتضمن ان مهما كان الشخص اللي قدامك دارس الموضوع اللي بتتناقشوا فيه و عارف كل خباياه فهو مش هيكون قدامه غير انه يستسلم قدام الاستراتيجية دي.

لو عندك رأي تاني سبلي كومنت و انا هاحرص اني ارد عليك و نتبادل السٌبّاب و اصابع الاتهام و نسفه من اراء بعض و كل الكلام الجميل ده.

لما....

لما تكون عايز تمشي قولي  " سلام عايزامشي " متقوليش , هسيبك عشان عطلتك/تكمل مذاكرتك شغلك الخ...

لما تكون عايز مني حاجة تعال قولي ازيك يا سامي كنت عايز منك حاجة متقوليش , ازيك يا سامي و ازاي بابا و ماما و عامل ايه في الدراسة و اخوك عامل ايه في الجامعة ... ربنا يوفقه واحشني والله بقولك [The main topic ] , كل اللي فات ده اهو بمثابة الاعلان السخيف اللي Youtube بتحطه قبل الفيديو ميشتغل و حتي مفيش Skip after 5 sec ! 

لما تكون مدايق مني في حاجة قولي انا مدايق منك عشان عملت كذا, متقوليش مفيش, عادي, اصل مخنوق شوية, هبقي اقولك بعدين يا عم قولي مش عايز اتكلم في الموضوع بس مش ام كونان انا عشان اقعد احلل احداث اليوم *اللي هيا اتمسحت اصلا* و اربط خيوط الجريمة عشان استنتج اني قلت كلمة معجبتكش.

لما بحكيلك عن مشكلة عندي مبكنش مستني حضرتك تقولي اومال فلان يعمل ايه, او تاخدني في رحلة عبر العوالم و تحكيلي قصة الرجل الحكيم اللي حياته كانت زي الخرا مش نافعة و اتكعبل في لمونة هوب بعد 3 سنين بقي مليونير , لما بحكليلك عن مشكلة بيكون لسبب من اتنين اما اني عايزك تساعدني نلاقي حل أو و ده الاغلب بكون بحاول اخلق مساحة اتخلص فيها من الضغط النفسي و التوتر و القلق فمش مطلوب منك اكتر من انك تكون مستمع جيد.

شاركونا في التعليقات ب "لما" خاصتكم.

ايضاً بأمكانكم الان طرح مواضيع ليتم مناقشتها في كوكب خريبتون !

الOverthinking كأسلوب حياة

زي ما انت غالبا استشفيت من العنوان انا هتكلم عن الOverthinking 

خلينا نبتدي الاول ب

تعريف الOverthinking من وجهة نظري التي لا قيمة لها 

 خلينا نقول ان الOverthinking هو اتجاه ذهني بتتخذه ادمغتنا في التعامل مع المشاكل,  بتبدأ بأن الدماغ بيستعرض قدام نفسه كل الActions الممكنة اللي ممكن تحل المشكلة و بيبدأ -فاشلاً في اغلب الحين- انه يحاكي كل السيناريوهات اللي ممكن تحصل مع كل Action ممكن ياخده, و لكنه مبيكونش عادل حتي في محاكاة السيناريوهات دي , ف لأن المخرج عايز كده بيبدأ الدماغ يصور السيناريو المعين ده و يتخيل ان كل حاجة هتمشي غلط بحيث انه في الأخر يوصل للنقطة اللي السيناريو ده بيكون فاشل عند اللحظة دي  زي مسدس الروليت البكرة بتلف و بيجي الدور علي السيناريو اللي بعده و هكذا...

و بمجرد ما الدماغ يضرب ال 6 طلقات (عدد رصاصات مسدس الروليت), بيكون الطلقة الجاية هي أول طلقة و لأنه "لسا" ملقاش الرصاصة المنشودة بيرجع يتخيل نفس السيناريوهات تاني و سيان سواء اضفي بعض التعديلات بسيطة علي الاحداث عشان (يوهم نفسه انه بيحرز تقدم) او أعاد استخدام اغطية الرصاصات الفارغة و بردك مش بيلاقي الرصاصة اللي بيدور عليها لأن المخرج كان عايز كده من البداية.

هل الOverthinking حاجة حلوة ؟

في أعتقادي لأ, لأن في الحالة دي انت بتفقد السيطرة علي تفكيرك حرفياً و بتكون تحت رحمة الدوامة دي انها ترميك وقتما تشاء اينما تشاء.و إن كان ده مبينفيش انه من الجيد تتوقع السيناريوهات الممكنة لأن ده بيديك Early access لسناريو معين فلو السيناريو ده جه هتكون انت مذاكره و هتبقي عارف ايه اللي يتعمل, و لكن محاولة استعراض كل السيناريوهات الممكنة هي محاولة ساذجة للوصول للقمر قفزاً, فأنت مقيد في النهاية بحجم معرفتك و The point of view. 

السؤال بقي اللي هو موضع النقاش دلوقتي و اللي انا لسا شغال عليه 

كيف تضع حداً للOverthinking ؟

ادمغتنا هيا اجهزة معقدة جداً, فهي مش اجهزة كمبيوتر هنبعت امر انه ي Terminate ل Task معين فيستجب في الحال 

بل بالعكس دماغك ممكن يتخذ اتجاه عكس ارادتك فمثلا خلينا نعلب لعبة لتوضيح ما اقصده 

دلوقتي المطلوب منك انك متفكرش في حصان بني 

رحلة الي كوكب خريبتون!

النسيان او علي حد قول ويكيبديا عدم تذكر المعلومات والمهارات والخبرات التي مر بها الفرد و هو ظاهرة طبيعية تحدث لجميع البشر .
طبعا ده كلام فارغ انا عارف انك اكتر انسان بتنسي في العالم... بعديا طبعاً

 طول عمرنا بنشتكي و بنشتم في ذاكرتنا , و يمكن بنستخدمها كتير كشماعة كل ما نتزنق حتي ساعات بنقول اننا نسينا و احنا في الحقيقة منسناش و فيه سبب تاني منعنا . و مع كل هذه الاتهامات التي لاقاها النسيان علي مر العصور قررت اظهر انا علي صهوة توكتوكي  و ادافع عن صديق عمري و أتخذ منحي ايجابي في التفكير و اتخيل ان نص الكوباية مليان .

عايزك بقي تتجرد من اشلاء جسدك الفانية و تقفز بجواري في المقصورة لرحلة للعالم لا نسيان فيه. 

تخيل كده لو انت قادر تفتكر كل -ﻷ ايه كل دي انا شاب روش- خليها every single 

تخيل كده لو انت قادر تفتكر every single حدث حصل في حياتك, ازاي هتقدر تستمتع بأي لحظة حلوة في حياتك و انت في اللحظة دي فاكر كل التجارب السخيفة اللي مريت بيها في حياتك و الاشخاص اللي فقدتهم و الحروب اللي خسرتها, ازاي هتقدر تكمل حياتك و انت دايما فاكر الناس اللي كانوا اجزاء من شخصيتك و مكنتش تتصور حياتك من غيرهم و هم حاليا مش موجودين.

 طب بلاش ازاي هتقدر تعافر و تموت نفسك عشان تحقق حاجة و انت فاكر كل المرات اللي عملت كل حاجة عشان توصل لهدف و في الاخر فشلت و مجهودك لم يثمر؟

تخيل بقي لو كل الذكريات السيئة اللي انت افتكرتها و اللي مأفتكرتهاش كلها حاضرة في دماغك ليل نهار ؟ و انت مع اصحابك أو اهلك او في شغلك او في خروجة حلوة او في الخرا الجامعة 

ازاي هتقدر تضحك في وش الناس و تقضي وقت ممتع ؟

طب بلاش خلينا ننتقل لقارة تانية في كوكب خريبتون حيث انك انت و شخص ليكن اسمه سامي -سامية للبنات اللي مبتصاحبش سامي- اصدقاء مقربين للغاية و عشرة سنين بقي و الكلام ده كله 

تخيل انك مريت بتجربة مريرة و كنت في اشد الحاجة ان سامي ده يقف جنبك و يساندك و لكنه لسبب او لاخر تخلي عنك و ده خلي الفترة دي من حياتك زي الزفت, المهم بقي عدي الوقت و سامي حس انه غلط في حقك و جه يصالحك. ازاي هتقدر تصالحه تاني و " تنسي " الوقت اللي احتاجته و هو اتخلي عنك؟ فملخص الكلام ده ان You can't forgive if you can't forget

و هنا الاخر يا جماعة مش هخش بالتوكتوك في عالم " بلا تسامح " حاكم هيبقي برميل رخامة.

و مما سبق اقدر استنتج ان النسيان هو اسلوب للتكيف مع ماَسي الواقع المهترئ, هو نظام حماية بدائي يساعدنا للبقاء علي قيد الحياة ليوم اَخر.

فتخيل بقي بعد كل اللي " النسيان " عمله عشانك و كل المشاكل اللي ساعدك تتجاوزها تيجي انت تشتمه عشان نسيت نص قانون عدم التأكد لهايزنبرج في الامتحان...

صحيح.. الصوحاب في أجازة.

لو عندك رأي تاني سبلي كومنت و انا هاحرص اني ارد عليك و نتبادل السٌبّاب و اصابع الاتهام و نسفه من اراء بعض و كل الكلام الجميل ده.